يوليو ميلاد حياة!!
مازن سعيد الغشري.
عندما أشرقت شمس ضحى الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970م كانت عُمان تنفض ثوب الظلام لترتدي نورا خالصا ينير عتمة الليالي الدامسة التي اضمحل معها كل شيء، فكان الثوب القادم قشيبا أنيقا جليلا مهيبا به من أكاليل الوسامة ما يُبشرُ بمستقبل واعد لعُمان التي يكاد مجدها يلاحق المغرب والمشرق ويطال القاصي والداني والذي يسير على خط الثبات عراقة وأصالة.
لقد جاء هذا السلطان العظيم مرتديا ثوبا مليئا بالمعاني الروحية الفاضلة فجسد صورة نموذجية مشرقة تحمل كل قيم العدالة والمساواة وتنادي بروح المعاصرة والحداثة المدنية المعتدلة، فكان رائدا في لمّ الشمل وتوحيد الكلمة وتوطيد الصفوف المتينة نسبا و الثقيلة عتادا، كل هذا وذاك كان تحت لواء هذا الثوب البهيج، الذي شكل رداءً احتمت به عُمان من مغارات الزمان وكيد الخُوان.
وكان من إمارات هذا الرجل النبيل أنه وعد فأوفى وأعطى فأجزى، فكان ملاذا للرعية وسار بهم سيرة سوية، حق لها الحمد والذكر ُفي البشرية، فالمنهج الذي وافق خطوات جلالته هو منهج وسطي يدعو إلى السلم والسلام والوئام وهذا هو شأن الكرام، فلانت له الرعية بالطاعة ما دام أمره به استطاعة، فمن كان ولي أمر فليكن مُحسنا وهذا كان دأب جلالته، ثم أن من بدائع سيرته الوصل والقرب فلم يبقى قفر في عُمان إلا وزاره وفتح فيه ما يُحي الأرض بعد جدبها، ويعمرها بعد دثارها، ويوقظها بعد سباتها.
اليوم ونحن نستطلع تاريخ عُمان نجد هذه الفترة هي من أزهى عصورها إن لم تكن الأفضل، فالرخاء الذي يعم البلاد ليس بالشيء الهين فهو نتاج تدبير وتخطيط وكأن كل شيء يجري كما لو كان مرسوما بالقلم، ومخططا له ليكون بعد مشيئة الله.
واليوم ستشرق شمس ضحى الثالث والعشرين من يوليو ولكن من عام 2019م لنرى صورة مختلفة لنمط حياة مختلف وبيئة جديدة بحلة فريدة ليست كتلك التي رآها من عاصرها، فاليوم ستشرق عمان بأجمعها لترى ثوبا جديدا مجيدا على سيدها السلطان الذي بنى نهضة من عدم، وأسس بنيانا شاهقا حق لنا أن نفخر ونباهي به العالم.
حقا يوليو هو ميلاد حياة، وسيبقى كل عام يُحيّ فينا حياة أخرى، حياة في حب الوطن وباني نهضته جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- الذي غرس بذور الخير لينعم هذا الوطن بثمار يانعة يحصدها اليوم كل من يقطن هذا القطر المُبارك ويعيش تحت سماء هذه الأرض الطيبة.
About The Author
