جمعية الكتاب بالبريمي تستضيف الكاتب الاماراتي محمد البادي
كتبتة وفاء الزيدية
أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فرع محافظة البريمي وبالتعاون مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات وبرعاية سعادة محمد بن علي البادي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية البريمي جلسة حواريه مع الكاتب والفنان الاماراتي محمد سالم البادي تحدث خلالها الكاتب عن تجربته في الكتابة وتعلقه بها منذ الصغر وأسهب في الحديث عن روايته فرسان وعشاق وكذلك عن تجربته الفنية والمسرحية أدار الجلسة الدكتور سالم البلوشي.
محمد سالم البادي كاتب وممثل إماراتي، قدم عدداً من الأعمال التلفزيونية الدرامية المحلية، من أشهرها “حاير طاير”، و”طماشة” كما شارك في عدد من الأعمال الدرامية الإذاعية والمسرحية، وفي أعمال سينمائية محلية وعربية، من أهمها فيلم عالمي بعنوان المهد وشارك ايضا مسلسل عمان في التاريخ، كما شارك في مسلسل قلب العدالة الذي ترجم للإنجليزية ويعرض حاليا على نتفلكس، كما قدم مع مسرح البريمي عددا من المسرحيات ، وهو أحد مؤسسي مسرح العين ويشغل حاليا نائب رئيس مجلس إدارة مسرح العين وأمين الصندوق، وله إسهامات عدة في الحفاظ على الموروث المحلي وترسيخه في الأجيال الجديدة.
نشر عدداً من الخواطر والقصص القصيرة في الصحف المحلية وأصدر في العام 2016 روايته “فرسان وعشاق” التي يساهم من خلالها حفظ التراث الشفهي، وذلك ضمن إصدارات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
الجدير بالذكر أن الرواية “فرسان وعشاق”، يستدعي الكاتب الإماراتي محمد البادي، في روايته الجديدة “فرسان وعشاق”، الصادرة عن وزارة الثقافة وتنمية المجتمع، الحكايات المختزنة من عهد الطفولة ليعيد إنتاجها من جديد وفق عناصر أدبية وتفاصيل واقعية من أجل استكمال الحبكة الدرامية ضمن إطار روائي محكم بلغة شاعرية مشكلا ما يمكن ان نطلق عليه ملحمة للحب والحزن والفروسية.
“فرسان وعشاق” رحلة في متعة السرد والمغامرة، تقع في ثمانية عشر فصلا يحشد فيها المؤلف تسجيلاً لبعض من الحكايات الشعبية التي كان يسمعها في زمن الطفولة من خالته البارعة في القص وهي تمثل بصوتها الأحداث والشخصيات، في اجواء تشكل مسرحاً حقيقياً ملهماً، على ضوء القمر والظلال والخيالات التي تتراءى على الأرض الصحراوية العارية، والنجوم التي تزين السماء الصافية في الليالي الصيفية، وصوت صراصير الليل في الجوار، وهو ما كان يضفي نوعاً من الواقعية على قصص الهوام والمخلوقات الأسطورية، ولا يخفي المؤلف حنينه للماضي ولعهد الطفولة التي تشكلت فيها اولى الخيالات نتيجة تلك الحكايات المسائية والتي كانت تمثل قيم الفروسية والشجاعة والعشق والوطنية والكرم وقد استعرض في مقدمته وصفاً بديعاً لأطفال يستمعون للقصص بقرب الموقد من أجل الدفء، والدخان المتصاعد وصوت الريح إذ تعوي، وربما صوت المطر، وهي العناصر التي شكلت مؤثرات صوتية لتلك الأحداث والحكايات.
لا تخلو الرواية من الفنتازيا التاريخية حيث تدور الاحداث في البيئة المحلية في الماضي وقبل عصر الاتحاد واكتشاف النفط حين كانت التجمعات السكانية متباعدة، القرى الصغيرة تكاد تكون نائية هنا وهناك ومضارب البدو بين الجبال وفي الصحاري وبضعة محاضر في الواحات المتباعدة، اما المدن فلم يكن لها حضور في الرواية الا عندما يتوجه البطل هو ورفاقه الى مدينة السلام التي تمثل مدينة الخير وحيث يجد البطل فيها حبه الضائع بعد ان فرقهما الزمن.
وقال محمد البادي “إن هناك دوما ثمة حنين في النفس لتلك الليالي المقمرة في عهد مبكر من عمر الطفولة، حين كنا نتحلق حول الخالة العزيزة كل ليلة لنصغي بكل جوارحنا الصغيرة لمغامرة جديدة من قصص الفرسان والعشاق، كان ذلك زادنا اليومي، بل كانت تلك الحكايات اهم من تناول العشاء، لم تفوتنا ليلة واحدة من غير حكاية، لم نكن نخلد للنوم قبل ان نستمتع بتلك الحكايات، كأنها تهويدة ما قبل النوم”.
ويضيف: أكاد أسمع صوت خالتي وهي تقص الحكايات وتمثل بصوتها الاحداث والشخصيات، ضوء القمر والظلال والخيالات التي تتراءى على الارض الصحراوية العارية، النجوم التي تزين السماء الصافية في الليالي الصيفية، صوت صراصير الليل في الجوار، تضفي نوع من الواقعية على قصص الهوام والمخلوقات الاسطورية، وفي الليالي الشتائية، ونحن نلتف حول الموقد من اجل الدفء، الدخان المتصاعد وصوت الريح اذ تعوي وربما صوت نفاف المطر، كلها عناصر تشكل ما يشبه المؤثرات الصوتية المصاحبة التي تتناسب مع مجريات الأحداث…!
ويتساءل البادي قائلا: كيف تسربت تلك الاعوام من بين اصابع العمر دون ان نشعر، بل كيف تماهت تلك الذكريات الجملة، كيف فقدنا تلك المتعة، وكيف تحولت حياتنا من البساطة الى التعقيد…!
موضحا أن تلك الحكايات شكلت وعينا الصغير وغرست فينا في وقت مبكر من العمر قيم الاصالة والبداوة والشجاعة، حتى حين كبرنا اصبحت قيم الفروسية والعشق جزء منا.