25/11/2024

وسائل التواصل الاجتماعي وتقلـُّب المزاجات

 

 

كتبه : عادل السعيدي

الإنسان .. مجموعة من الأجهزة : الجهاز الروحي ، العقلي ، النفسي ، العاطفي ، الجسدي .. وتعمل مع بعضها بتناسق بيولوجي وفسيولوجي إلهي إبداعي .. بعمليات ارتباط تأثري وتأثيري .. ولكل منها نظام عمله الخاص .. وطاقته المستقلة ..

وكان الإنسان قديما .. يعيش في إطار بيئته الطبيعية والاجتماعية المصغرة .. في نمط يومي روتيني .. لا يعرف ما يجري في العالم الخارجي .. لعدم وجود وسائل التواصل .. لذلك يعيش في شعور عاطفي و مزاج نفسي (( المود )) لفترات طويلة .. لأن نظام حياته متناسق نسبيا ..

أما مع الانفتاح التكنولوجي والإعلامي .. أصبح الفرد يرى ويطلع على العديد من الأشياء في نفس الساعة .. مرة خبر مضحك .. مرة خبر حزين .. مرة معلومة ثقافية.. مرة مقطع كوميدي … إلخ

مما يجعل مزاجه النفسي وشعوره العاطفي وما يتبعها من تأثير على مستوى الجسد وخصوصا منطقة الوجه والعينين .. في تقلب مستمر حسب نوعية ما يشاهده ويتأثر به..

وهذا التقلب المزاجي اللحظي خطير جدا على الفرد .. إذ قد يؤدي إلى عشوائية في نظامه الداخلي .. مما قد يفقده توازنه وبالتالي تتبلـَّـد أجهزته .. وتتداخل .. ويختل نظامها التشغيلي الرباني العجيب .. وهذا ما نلاحظه مع بعض أطفالنا .. من حـِدَّةٍ في الطبع وتقلب في المزاج .. وعدم استقرار نفسي واضطراب عاطفي ..

لذا وجب الانتباه من الوقوع في هذا الإشكال الذي قد يسبب أمراضا نفسية وعـُصـَابيـَّة مستقبلا .. ويحرم الفرد لذة التجربة الشعورية العميقة .. مهما كان نوع الشعور .. فرحا أو حزنا .. ولنحرص على مشاهدة ومتابعة معلومات متشابهة وفي نفس السياق في الوقت الواحد .. بدل من المتابعة العشوائية المضرة ..

عادل السعيدي
12 . ذو القعدة . 1439
25 . يوليو . 2018

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.