فريق حفظ النعمة بولاية البريمي
فريق حفظ النعمة :
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ” .
تعاليم ديننا الحنيف تحثنا دائما على التوسط ، وإن أتينا للطعام والشراب فقد أُمِرنا بالإعتدال وعدم الإسراف فيهما.
لكن النفوس ضعيفة ..
فكثير منا للأسف لا يعمل بها الأمر الإلهي ويتجاهله ، وقد يتناسى أيضًا ماهية عواقب هذا الفعل، فإلى الآن لا يزال الإسراف داء توغل بعمق في نفوس أفراد المجتمع.
اطبخ قدر حاجتك أو كن مسؤولا عن الطعام الزائد عن حاجتك ، من هذا المنطلق أنشئ فريق حفظ النعمة وهو فريق تطوعي شبابي ذو رسالة وأهداف خيرية بحتة ، فالرسالة التي يسعى الفريق لإيصالها لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع ، هي : الحفاظ على النعمة وعدم رميها في سلة المهملات . كما أرسى الفريق عدة أهداف للعمل على جعلها واقعا نعيشه، منها : عدم الإسراف في إعداد الطعام ، وإن فاق الطعام حاجة الأسرة ، وجب عليهم توزيعه وليس رميه. ثانيًا : توزيع الطعام الصالح للأكل للمحتاجين، وأما الباقي فيوزع للماشية .أيضًا غرس روح العمل التطوعي في نفوس الأفراد ، وتشجيعهم على فعل الخير ونشره . كما يسعى الفريق إلى نشر ثقافة عدم الإسراف ومحاسبة النفس في كل مرة يبقى لدى الأسرة طعام فائض .ولا ننسى الجانب الإجتماعي ، فالعمل التطوعي يؤلف بين القلوب ويزيد التآخي بين أفراد المجتمع ، أيضًا العمل التطوعي يساعد في بناء الذات وتطويرها من خلال استغلال أوقات الفراغ ، كما يعزز قيم الإنتماء للوطن ، فجميع فوائده تعود لمصلحة أفراده والمقيمين فيه .
خطوات عمل الفريق :
يبدأ عمل فريق حفظ النعمة في مقره ببيت البنات من الساعة العاشرة مساء بعد صلاة التراويح وإلى الساعة الواحدة صباحًا من خلال تلقّي الطعام الفائض سواء كان ذلك من خلال توصيلهِ من أيادي العطاء لمكان المقر أو بذهاب أحد أفراد الفريق إلى المكان المقصود وإحضار الطعام إلى مقر الفريق . تاليًا ، يتم داخل المقر فحص الأكل من قِبل الأعضاء مع وجود جميع أنواع الأدوات الصحية ، بعدها يتم إحصاء عدد الأطباق التي يؤتى بها للمقر على قسمين ( عدد الأطباق الواردة والصادرة) ، كذلك بعد فحص الأكل يتم فزر الأكل إلى نوعين : نوع صالح للأستخدام الآدمي ، ونوع غير صالح للإستخدام الآدمي ، فبالتالي يتم وضعه للماشية .
بعدما يتم الإنتهاء من الفرز وتجهيز الطعام بشكل لائق في أطباق عازلة للحرارة، يتم وضع الطعام فوق طاولة أمام المقر ،وهناك يتواجد نخبة من أفراد الفريق ليقوموا بإعطائه لذوي الحاجة ،والبعض الآخر يقومون بأخذ كمية من الطعام وأخذه إلى أماكن معينة ليقوموا بتوزيعه . ثم في نهاية كل يوم يقوم عضو من الفريق بإحصاء جميع الأطباق الموزعة وجميع الأطباق التي ستوزع على الماشية.
أعداد الأطباق الموزعة من النوعين تتباين من يوم لآخر، ففي نهاية الأسبوع يزداد العدد ؛ بسبب ما يقام من ولائم بمناسبة اجتماع أفراد الأسرة في مكان واحد .
تتراوح أعداد الأطباق من ١٠٠ إلى ٣٠٠، وقد سجل أعلى عدد من الاطباق تم توزيعه في السادس عشر من رمضان يوم الجمعة ، حيث كان ٣١٥ طبق وطبق واحد للماشية ، ثم يأتي بعده ٢٤٨ طبق و طبقين للماشية في العشربن من رمضان يوم الثلاثاء .
من الناحية الأخرى ، كان عدد الأطباق يوم الخميس الخامس عشر من رمضان الأدنى ، حيث بلغ ٣٥ طبقا فقط، ثم بعده ٥٢ طبق وطبقين للماشية في الرابع عشر من رمضان.
ولتحفيز الجميع للمحافظة على النعمة قام أعضاء الفريق بعمل بطاقة تحمل عبارة بسيطة بها شكر لمن حافظ على النعمة ، ويقوم الأعضاء يوميا بتوزيع هذه البطاقة لكل من يساهم بإحضار الطعام إلى المقر.
إنجازات الفريق :
الغاية العظيمة التي يبذل الفريق ما في وسعه لتحقيقها هي تثقيف المجتمع و إشراكه في العمل التطوعي ، وبعون الله تم تحقيق هذه الغاية ، حيث ساهم المجتمع بأفراده كل حسب استطاعته في الحفاظ على النعمة.
وقد شارك أعضاء من الفريق في مسابقة حروف التي تقيمها خيمة الشباب الرمضانية.
كما تم تشريف مقر الفريق بزيارة كل من عضو المجلس البلدي الشيخ أحمد بن فارس العزاني ، وعضو مجلس الشورى الشيخ محمد علي البادي ، والدكتور سالم الشامسي ، أيضا زار مقر الفريق كل من المنشد بدر الحارثي ، والناشط الإجتماعي محمد بن سليمان الهنائي. جميع هذه الزيارات كانت بمثابة مساهمة إعلامية مهمة عن طريق استغلال وسائل التواصل في توعية الجميع بأهمية حفظ النعمة وحثهم للحد من الإسراف في الطعام، ومن ناحية أخرى ، تعتبر هذه الزيارات حافزا مهما للفريق وللجميع ؛للإستمرار بكل حب وإخلاص في أداء هذا العمل .
( نكسب العيش بما نحصل عليه ، لكن نصنع الحياة بعطائنا ) نورمان مكيوين.
هكذا أصحاب الخير من فريق حفظ النعمة يساهمون في رسم البسمة وتحسين حياة الكثير من الناس من خلال مشاركتهم للطعام الفائض .
ساعات قليلة من العطاء ، تصنع فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين ، هذه الساعات يحصد بها الفريق العديد من الأمور ، أعظمها صدقة رسم الابتسامة على وجه الآخرين .
تصوير : محمد بن سالم الخنبشي